تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٢
أنهم كانوا ينحرون الإبل ويتياسرون عليها ويبذرون أموالهم في السمعة فنهاهم الله عن ذلك وأمرهم بالانفاق في القربات * (وكان الشيطان لربه كفورا) * مبالغا في الكفر به فينبغي أن لا يطاع * (وإما تعرضن عنهم) * وإن أعرضت عن ذي القربى والمسكن وابن السبيل حياء من الرد ويجوز أن يراد بالاعراض عنهم أن لا ينفعهم على سبيل الكناية * (ابتغاء رحمة من ربك ترجوها) * لانتظار رزق من الله ترجوه أن يأتيك فتعطيه أو منتظرين له وقيل معناه لفقد رزق من ربك ترجوه أن يفتح لك فوضع الابتغاء موضعه لأنه مسبب عنه ويجوز أن يتعلق بالجواب الذي هو قوله * (فقل لهم قولا ميسورا) * أي فقل لهم قولا لينا ابتغاء رحمة الله برحمتك عليهم باجمال القول لهم والميسور من يسر الأمر مثل سعد الرجل ونحس وقيل القول الميسور الدعاء لهم بالميسور وهو اليسر مثل اغناكم الله تعالى ورزقنا الله وإياكم * (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) * تمثيلان لمنع الشحيح واسراف المبذر نهى عنهما آمرا بالاقتصاد بينهما الذي هو الكرم * (فتقعد ملوما) * فتصير ملوما عند الله وعند الناس بالاسراف وسوء التدبير * (محسورا) * نادما أو منقطعا بك لا شيء عندك من حسرة السفر إذا بلغ منه وعن جابر بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس أتاه صبي فقل إن أمي تستكسيك درعا فقال صلى الله عليه وسلم من ساعة إلى ساعة فعد إلينا فذهب إلى أمه فقالت قل له إن أمي تستكسيك الدرع الذي عليك فدخل صلى الله عليه وسلم داره ونزع قميصه وأعطاه
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»