وقعد عريانا وأذن بلال وانتظروه للصلاة فلم يخرج فأنزل الله ذلك ثم سلاه بقوله * (إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) * يوسعه ويضيقه بمشيئته التابعة للحكمة البالغة فليس ما يرهقك من الإضافة إلا لمصلحتك * (إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) * يعلم سرهم وعلنهم فيعلم من مصالحهم ما يخفى عليهم ويجوز أن يراد أن البسط والقبض من أمر الله تعالى العالم بالسرائر والظواهر فأما العباد فعليهم أن يقتصدوا أو انه تعالى يبسط تارة ويقبض أخرى فاستنوا بسنته ولا تقبضوا كل القبض ولا تبسطوا كل البسط وأن يكون تمهيدا لقوله تعالى * (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) * مخافة الفاقة وقتلهم أولادهم هو وأدهم بناتهم مخافة الفقر فنهاهم عنه وضمر لهم ارزاقهم فقال * (نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا) * ذنبا كبيرا لما فيه من قطع التناسل وانقطاع النوع وال * (خطأ) * الاثم يقال خطئ خطأ كأثم اثما وقرأ ابن عامر * (خطأ) * وهو اسم من أخطأ يضاد الصواب وقيل لغة فيه كمثل ومثل وحذر وحذر وقرأ ابن كثير (خطاء) بالمد والكسر وهو أما لغة فيه أو مصدر خطاء بالمد والكسر وهو وإن لم يسمع لكنه جاء تخاطأ في قوله (تخاطأه القاص حتى وجدته وخرطومه في منقع الماء راسب) وهو مبني عليه وقرئ (خطاء) بالفتح والمد وخطا بحذف الهمزة مفتوحا ومكسورا * (ولا تقربوا الزنى) * بالعزم والاتيان بالمقدمات فضلا عن أن تباشروه * (إنه كان فاحشة) *
(٤٤٣)