تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٦
موضع الشهيد لأنه يكفي المدعي ما أهمه وتذكيره على أن الحساب والشهادة مما يتولاه الرجال أو على تأويل النفس بالشخص * (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها) * لا ينجي اهتداؤه غيره ولا يردي ضلاله سواه * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * ولا تحمل نفس حاملة وزرا وزر نفس أخرى بل إنما تحمل وزرها * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) * يبين الحجج ويمهد الشرائع فيلزمهم الحجة وفيه دليل على أن لا وجوب قبل الشرع * (وإذا أردنا أن نهلك قرية) * وإذا تعلقت إرادتنا بإهلاك قوم لانفاذ قضائنا السابق أو دنا وقته المقدر كقولهم إذا أراد المريض أن يموت ازداد مرضه شدة * (أمرنا مترفيها) * متنعميها بالطاعة على لسان رسول بعثناه إليهم ويدل على ذلك ما قبله وما بعده فإن الفسق هو الخروج عن الطاعة والتمرد في العصيان فيدل على الطاعة من طريق المقابلة وقيل امرناهم بالفسق لقوله * (ففسقوا فيها) * كقولك امرته فقرأ فإنه لا يفهم منه إلا الأمر بالقراءة على أن الأمر مجاز من الحمل عليه أو التسبب له بأن صب عليهم من النعم ما ابطرهم وأفضى بهم إلى الفسوق ويحتمل أن لا يكون له مفعول منوي كقولهم امرته فعصاني وقيل معناه كثرنا يقال أمرت الشيء وآمرته فأمر إذا كثرته وفي الحديث خير
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»