تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٠١
فقال عمر عليكم بديوانكم لا تضلوا قالوا وما ديواننا قال شعر الجاهلية فإن قيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم * (فإن ربكم لرؤوف رحيم) * حيث لا يعالجكم بالعقوبة * (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء) * استفهام إنكار أي قد رأوا أمثال هذه الصنائع فما بالهم لم يتفكروا فيها ليظهر لهم كمال قدرته وقهره فيخافوا منه وما موصولة مبهمة بيانها * (يتفيأ ظلاله) * أي أو لم ينظروا إلى المخلوقات التي لها ظلال متفيئة وقرأ حمزة والكسائي (ترو) بالتاء * (عن اليمين والشمائل) * عن إيمانها وعن شمائلها أي عن جانبي كل واحد منها استعارة من يمين الإنسان وشماله ولعل توحيد اليمين وجمع شمائلها باعتبار اللفظ والمعنى كتوحيد الضمير في ظلاله وجمعه في قوله * (سجدا لله وهم داخرون) * وهما حالان من الضمير في ظلاله والمراد من السجود الاستسلام سواء كان بالطبع أو الاختيار يقال سجدت النخلة إذا مالت لكثرة الحمل وسجد البعير إذا طأطأ رأسه ليركب وسجدا حال من الظلال * (وهم داخرون) * حال من الضمير والمعنى يرجع الظلال بارتفاع الشمس وانحدارها أو باختلاف مشارقها ومغاربها بتقدير الله تعالى من جانب إلى جانب منقادة لما قدر لها من التفيؤ أو واقعة على الأرض ملتصقة بها على هيئة الساجد والأجرام في أنفسها أيضا داخرة أي صاغرة من قادة لأفعال الله تعالى فيها وجمع * (داخرون) * بالواو لأن من جملتها من يعقل أو لأن الدخور من أوصاف العقلاء وقيل المراد ب * (اليمين والشمائل) * يمين الفلك وهو جانبه الشرقي لأن الكواكب
(٤٠١)
مفاتيح البحث: السجود (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»