تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤١٢
* (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون) * مثل ما يشرك به بالمملوك العاجز عن التصرف رأسا ومثل نفسه بالحر المالك الذي رزقه الله مالا كثيرا فهو يتصرف فيه وينفق منه كيف يشاء واحتج بامتناع الاشتراك والتسوية بينهما مع تشاركهما في الجنسية والمخلوقية على امتناع التسوية بين الأصنام التي هي أعجز المخلوقات وبين الله الغني القادر على الإطلاق وقيل هو تمثيل للكافر المخذول والمؤمن الموفق وتقييد العبد بالمملوكية للتمييز عن الحر فإنه أيضا عبد الله وبسلب القدرة للتمييز عن المكاتب والمأذون وجعله قسيما للمالك المتصرف يدل على أن المملوك لا يملك والأظهر أن * (من) * نكرة موصوفة ليطابق * (عبدا) * وجمع الضمير في * (يستوون) * لأنه للجنسين فإن المعنى هل يستوي الأحرار والعبيد * (الحمد لله) * كل الحمد له لا يستحقه غيره فضلا عن العبادة لأنه مولى النعم كلها * (بل أكثرهم لا يعلمون) * فيضيفون نعمة إلى غيره ويعبدونه لأجلها * (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم) * ولد أخرس لا يفهم ولا يفهم * (لا يقدر على شيء) * من الصنائع والتدابير لنقصان عقله * (وهو كل على مولاه) * عيال وثقل على من يلي أمره * (أينما يوجهه) * حيثما يرسله مولاه في أمر وقرئ (يوجه) على البناء للمفعول و (يوجه) بمعنى يتوجه كقوله أينما أوجه ألق سعدا وتوجه بلفظ الماضي * (لا يأت بخير) * ينجح وكفاية مهم * (هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل) * ومن هو فهم منطيق ذو كفاية ورشد ينفع الناس بحثهم على العدل الشامل لمجامع الفضائل * (وهو على صراط مستقيم) * وهو في نفسه على طريق مستقيم لا يتوجه إلى مطلب إلا ويبلغه بأقرب سعي وإنما قابل تلك الصفات بهذين الوصفين لأنهما كمال ما يقابلهما وهذا تمثيل ثان ضربه الله تعالى لنفسه وللأصنام لإبطال المشاركة بينه وبينها أو للمؤمن والكافر * (ولله غيب السماوات والأرض) * يختص به علمه لا يعلمه غيره وهو ما غاب فيهما عن العباد بأن لم يكن محسوسا ولم يدل عليه محسوس وقيل يوم القيامة فإن علمه غائب عن أهل السماوات والأرض * (وما أمر الساعة) * وما أمر قيام الساعة في سرعته وسهولته
(٤١٢)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الضرب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»