تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٠
قوله فاسألوا اعتراض أو بلا تعلمون على أن الشرط للتبكيت والإلزام * (وأنزلنا إليك الذكر) * أي القرآن وإنما سمي ذكرا مما أمروا به ونهوا عنه أو مما تشابه عليهم والتبيين أعم من أن ينص بالمقصود أو يرشد إلى ما يدل عليه كالقياس ودليل العقل * (ولعلهم يتفكرون) * وإرادة أن يتأملوا فيه فينتبهوا للحقائق * (أفأمن الذين مكروا السيئات) * أي المكرات السيئات وهم الذين احتالوا لهلاك الأنبياء أو الذين مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم وراموا صد أصحابه عن الإيمان * (أن يخسف الله بهم الأرض) * كما خسف بقارون * (أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون) * بغتة من جانب السماء كما فعل بقوم لوط * (أو يأخذهم في تقلبهم) * أي متقلبين في مسايرهم ومتاجرهم * (فما هم بمعجزين) * * (أو يأخذهم على تخوف) * على مخافة بأن يهلك قوما قبلهم فيتخوفوا فيأتيهم العذاب وهم متخوفون أو على أن ينقصهم شيئا بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا من تخوفته إذا تنقصته روي أن عمر رضي الله تعالى عنه قال على المنبر ما تقولون فيها فسكتوا فقام شيخ من هذيل فقال هذه لغتنا التخوف التنقص فقال هل تعرف العرب ذلك في أشعارها قال نعم قال شاعرنا أبو كبير يصف ناقته (تخوف الرجل منها بامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن)
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»