تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٨
ما دل عليه * (بلى) * فإن يبعث موعد من الله * (عليه) * إنجازه لا متناع الخلف فيوعده أو لأن البعث مقتضى حكمته * (حقا) * صفة أخرى للوعد * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * لقصور نظرهم بالمألوف فيتوهم امتناعه ثم إنه تعالى بين الأمرين فقال * (ليبين لهم) * أي يبعثهم * (ليبين لهم) * * (الذي يختلفون فيه) * وهو الحق * (وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين) * فيما يزعمون وهو إشارة إلى السبب الداعي إلى البعث المقتضي له من حيث الحكمة وهو المميز بين الحق والباطل والمحق والمبطل بالثواب والعقاب ثم قال * (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) * وهو بيان إمكانية وتقريره أن تكوين الله بمحض قدرته ومشيئته لا توقف له على سبق المواد والمدد وإلا لزم التسلسل فكما أمكن له تكوين الأشياء ابتداء بلا سبق مادة ومثال أمكن له تكوينها إعادة بعده ونصب ابن عامر و الكسائي ها هنا وفي * (يس) * فيكون عطفا على نقول أو جوابا للأمر * (والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا) * هم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرون ظلمهم قريش فهاجر بعضهم إلى الحبشة ثم إلى المدينة وبعضهم إلى المدينة أو المحبوسون المعذبون بمكة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بلال وصهيب وخباب وعمار وعابس وأبو جندل وسهيل رضي الله تعالى عنهم وقوله و * (في الله) * أي في حقه ولوجهه * (لنبوئنهم في الدنيا حسنة) * مباءة حسنة وهي المدينة أو تبوئة حسنة * (ولأجر الآخرة أكبر) *
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»