تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٩
مما يعجل لهم في الدنيا وعن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان إذا أعطى رجلا من المهاجرين عطاء قال له خذ بارك الله لك فيه هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ادخر لك في الآخرة أفضل * (لو كانوا يعلمون) * الضمير للكفار أي لو علموا أن الله يجمع لهؤلاء المهاجرين خير الدارين لوافقهم أو للمهاجرين أي لو علموا ذلك لزادوا في اجتهادهم وصبرهم * (الذين صبروا) * على الشدائد كأذى الكفار ومفارقة الوطن ومحله النصب أو الرفع على المدح * (وعلى ربهم يتوكلون) * منقطعين إلى الله مفوضين إليه الأمر كله * (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) * رد لقول قريش الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا أي جرت السنة الإلهية بأن لا يبعث للدعوة العامة إلا بشرا يوحي إليه على ألسنة الملائكة والحكمة في ذلك قد ذكرت في سورة * (الأنعام) * فإن شككتم فيه * (فاسألوا أهل الذكر) * أهل الكتاب أو علماء الأخبار ليعلموكم * (إن كنتم لا تعلمون) * وفي الآية دليل على أنه تعالى لم يرسل امرأة ولا ملكا للدعوة العامة وقوله * (جاعل الملائكة رسلا) * معناه رسلا إلى الملائكة أو إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقيل لم يبعثوا إلى الأنبياء إلا متمثلين بصورة الرجال ورد بما روي أنه عليه الصلاة والسلام رأى جبريل صلوات الله عليه وعلى صورته التي هو عليها مرتين وعلى وجوب المراجعة إلى العلماء فيما لا يعلم * (بالبينات والزبر) * أي أرسلناهم بالبينات والزبر أي المعجزات والكتب كأنه جواب قائل قال بم أرسلوا ويجوز أن يتعلق بما أرسلنا داخلا في الاستثناء مع رجالا أي وما أرسلنا إلا رجالا بالبينات كقولك ما ضربت إلا زيدا بالسوط أو صفة لهم أي رجالا ملتبسين بالبينات أو بيوحي على المفعولية أو الحال من القائم مقام فاعله على أن
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»