تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٧
الشبهتين * (كذلك فعل الذين من قبلهم) * فأشركوا بالله وحرموا حله وردوا رسله * (فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) * إلا الإبلاغ الموضح للحق وهو لا يؤثر فيهدى من شاء الله هداه لكنه يؤدي إليه على سبيل التوسط وما شاء الله وقوعه إنما يجب وقوعه لا مطلقا بل بأسباب قدرها له ث مبين أن البعثة أمر جرت به السنة الإلهية في المم كلها سببا لهدى من أراد اهتداءه وزيادة لضلال من أراد ضلاله كالغذاء الصالح فإنه ينفع المزاج السوي ويقويه ويضر المنحرف ويفنيه بقوله تعالى * (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) * يأمر بعبادة الله تعالى واجتناب الطاغوت * (فمنهم من هدى الله) * وفقهم للإيمان بإرشادهم * (ومنهم من حقت عليه الضلالة) * إذ لم يوفقهم ولم يرد هداهم وفيه تنبيه على فساد الشبهة الثانية لما فيه من الدلالة على أن تحقق الضلال وثباته بفعل اله تعالى وإرادته من حيث أنه قسم من هدى الله وقد صرح به في الآية الأخرى * (فسيروا في الأرض) * يا معشر قريش * (فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) * من عاد وثمود وغيرهم لعلكم تعتبرون إن تحرض يا محمد * (على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل) * من يريد ضلاله وهو المعنى بمن حقت عليه الضلالة وقرأ غير الكوفيين * (لا يهدي) * على البناء للمفعول وهو أبلغ * (وما لهم من ناصرين) * * (لا يبعث الله من يموت) * عطف على * (وقال الذين أشركوا) * إيذانا بأنهم كما أنكروا التوحيد أنكروا البعث مقسمين عليه زيادة في البت على فساده ولقد رد الله عليهم أبلغ فقال * (بلى) * يبعثهم * (وعدا) * مصدر مؤكد لنفسه وهو
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»