تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٥
* (وإذا بشر أحدهم بالأنثى) * أخبر بولادتها * (ظل وجهه) * صار أو دام النهار كله * (مسودا) * من الكآبة والحياء من الناس واسوداد الوجه كناية عن الإغتنام والتشوير * (وهو كظيم) * مملوء غيظا من المرأة * (يتوارى من القوم) * يستخفي منهم * (من سوء ما بشر به) * من سوء المبشر به عرفا * (أيمسكه) * محدثا نفسه متفكرا في أن يتركه * (على هون) * ذلك * (أم يدسه في التراب) * أي يفيه فيه ويئده وتذكير الضمير للفظ * (ما) * وقرئ بالتأنيث فيهما * (ألا ساء ما يحكمون) * حيث يجعلون لمن تعالى عن الولد ما هذا محله عندهم * (للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء) * صفة السوء وهي الحاجة إلى الولد المنادية بالموت واستبقاء الذكور استظهارا بهم وكراهة الإناث ووأدهن خشية الإملاق * (ولله المثل الأعلى) * وهو الوجوب الذاتي والغنى المطلق والجود الفائق والنزاهة عن صفات المخلوقين * (وهو العزيز الحكيم) * المنفرد بكمال القدرة والحكمة * (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم) * بكفرهم ومعاصيهم * (ما ترك عليها) * على الأرض وإنما أضمرها من غير ذكر لدلالة الناس والدابة عليها * (من دابة) * قط بشؤم ظلمهم وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه كاد الجعل يهلك في حجره بذنب ابن آدم أو من دابة ظالمة وقيل لو أهلك الآباء بكفرهم لم يكن الأبناء * (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى) * سماه لأعمارهم أو لعذابهم كي يتوالدوا * (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) * بل هلكوا أو عذبوا حينئذ لا محالة ولا يلزم من عموم الناس وإضافة الظلم إليهم أن يكونوا كلهم ظالمين حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لجواز أن يضاف إليهم ما شاع فيهم وصدر عن أكثرهم * (ويجعلون لله ما يكرهون) * أي ما يكرهونه لأنفسهم من البنات والشركاء في الرياسة والاستخفاف بالرسل وأراذل الأموال * (وتصف ألسنتهم الكذب) * مع ذلك وهو * (أن لهم الحسنى) * أي عند الله كقوله * (ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى) * وقرئ * (الكذب) * جمع كذوب صفة لللألسنة * (لا جرم أن لهم النار) * رد لكلامهم وإثبات لضده * (وأنهم مفرطون) * مقدمون إلى النار من أفرطته في طلب الماء إذا قدمته وقرأ
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»