نافع بكسر الراء على أنه من الإفراط في المعاصي وقرئ بالتشديد مفتوحا من فرطته في طلب الماء ومكسورا من التفريط في الطاعات * (تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم) * فأصروا على قبائحها وكفروا بالمرسلين * (فهو وليهم اليوم) * أي في الدنيا وعبر باليوم عن زمانها أو فهو وليهم حين كان يزين لهم أو يوم القيامة على أنه حكاية حال ماضية أو آتية ويجوز أن يكون الضمير لقريش أي زين الشيطان للكفرة المتقدمين أعمالهم وهو ولي هؤلاء اليوم يغريهم ويغويهم وإن يقدر مضاف أي فهو ولي أمثالهم والولي القرين أو الناصر فيكون نفيا للناصر لهم عل أبلغ الوجوه * (ولهم عذاب أليم) * في القيامة * (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم) * للناس * (الذي اختلفوا فيه) * من التوحيد والقدر وأحوال المعاد وأحكام الأفعال * (وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) * معطوفان على محل لتبين فإنهما فعلا المنزل بخلاف التبيين * (والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها) * أنبت فيها أنواع النبات بعد يبسها * (إن في ذلك لآية لقوم يسمعون) * سماع تدبر وإنصاف * (وإن لكم في الأنعام لعبرة) * دلالة يعبر بها من الجهل إلى العلم * (نسقيكم مما في بطونه) * استئناف لبيان العبرة وإنما ذكر الضمير ووحده ها هنا للفظ وأنثه في سورة * (المؤمنين) * للمعنى فإن الأنعام اسم جمع ولذلك عده سيبويه في المفردات المبنية على أفعال كأخلاق وأكياس ومن قال إنه جمع نعم جعل الضمير للبعض فإن اللبن لبعضها دون جميعها أو لواحدة أو له على المعنى فإن المراد به الجنس وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب * (نسقيكم) * بالفتح هنا وفي * (المؤمنين) * * (من بين فرث ودم لبنا) * فإنه يخلق من بعض أجزاء الدم المتولد من الأجزاء اللطيفة التي في الفرث وهو الأشياء المأكولة
(٤٠٦)