تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٥
* (وقيل للذين اتقوا) * يعني المؤمنين * (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) * أي أنزل خيرا وفي نصبه دليل على أنهم لم يتلعثموا في الجواب وأطبقوه على السؤال معترفين بالإنزال على خلاف الكفرة روي أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بخير النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جاء الوافد المقتسمين قالوا له ما قالوا وإذا جاء المؤمنين قالوا له ذلك * (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة) * مكافأة في الدنيا * (ولدار الآخرة خير) * أي ولثوابهم في الآخرة خير منها وهو عدة للذين اتقوا على قولهم ويجوز أن يكون بما بعده حكاية لقولهم بدلا وتفسيرا ل * (خيرا) * على أنه منتصب ب * (قالوا) * * (ولنعم دار المتقين) * دار الآخرة فحذفت لتقدم ذكرها وقوله * (جنات عدن) * خبر مبتدأ محذوف ويجوز أن يكون المخصوص بالمدح * (يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون) * من أنواع المشتهيات وفي تقديم الظرف تنبيه على أن الإنسان لا يجد جميع ما يريده إلا في الجنة * (كذلك يجزي الله المتقين) * مثل هذا الجزاء يجزيهم وهو يؤيد الوجه الأول * (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) * طاهرين من ظلم أنفسهم بالكفر والمعاصي لأنه في مقابلة * (ظالمي أنفسهم) * وقيل فرحين ببشارة الملائكة إياهم بالجنة أو طيبين بقبض أرواحهم لتوجه نفوسهم بالكلية إلى حضرة القدس * (يقولون سلام عليكم) * لا يحيقكم
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»