تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٩
* (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم) * بأن هيأها لمنافعكم * (مسخرات بأمره) * حال من الجميع أي نفعكم بها حال كونها مسخرات لله تعالى خلقها ودبرها كيف شاء أو لما خلقن له بإيجاده وتقديره أو لحكمه وفيه إيذان بالجواب عما عسى أن يقال إن المؤثر في تكوين النبات حركات الكواكب وأوضاعها فإن ذلك إن سلم فلا ريب في أنها أيضا ممكنة الذات والصفات واقعة على بعض الوجوه المحتملة فلا بد لها من موجد مخصص مختار واجب الوجود دفعا للدور والتسلسل أو مصدر ميمي جمع لاختلاف الأنواع وقرأ حفص * (والنجوم مسخرات) * على الابتداء والخبر فيكون تعميما للحكم بعد تخصيصه ورفع ابن عامر * (الشمس والقمر) * أيضا * (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) * جمع الآية وذكر العقل لأنها تدل أنواعا من الدلالة ظاهرة لذوي العقول السليمة غير محوجة إلى استيفاء فكر كأحوال النبات * (وما ذرأ لكم في الأرض) * عطف على * (الليل) * أي وسخر لكم ما خلق لكم فيها من حيوان ونبات * (مختلفا ألوانه) * أصنافه فإنها تتخالف باللون غالبا * (إن في ذلك لآية لقوم يذكرون) * إن اختلافها في الطباع والهيئات والمناظر ليس إلا بصنع صانع حكيم * (وهو الذي سخر البحر) * جعله بحيث تتمكنون من الانتفاع به بالركوب والاصطياد والغوص * (لتأكلوا منه لحما طريا) * هو السمك ووصفه بالطراوة لأنه أرطب اللحوم يسرع إليه الفساد فيسارع إلى أكله ولإظهار قدرته في خلقه عذبا طريا في ماء زعاق وتمسك به مالك والثوري على أن من حلف أن لا يأكل لحما حنث بأكل السمك وأجيب عنه بأن مبنى الإيمان على العرف وهو لا يفهم منه عند الإطلاق ألا ترى أن الله تعالى سمى الكافر دابة ولا يحنث الخالق على أن لا يركب دابة بركوبه * (وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) * كاللؤلؤ والمرجان أي تلبسها نساؤكم فأسند إليهم لأنهن من جملتهم ولأنهن
(٣٨٩)
مفاتيح البحث: الأكل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»