تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤١١
مثلكم وقيل هو خلق حواء من آدم * (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) * وأولاد أولاد أو بنات فإن الحافد هو المسرع في الخدمة والبنات يخدمن في البيوت أتم خدمة وقيل هم الأختان على البنات وقيل الربائب ويجوز أن يراد بها البنون أنفسهم والعطف لتغاير الوصفين * (ورزقكم من الطيبات) * من اللذائذ أو الحلالات و * (من) * للتبعيض فإن المرزوق في الدنيا أنموذج منها * (أفبالباطل يؤمنون) * وهو أن الأصنام تنفعهم أو أن من الطيبات ما يحرم كالبحائر والسوائب * (وبنعمة الله هم يكفرون) * حيث أضافوا نعمه إلى الأصنام أو حرموا ما أحل الله لهم وتقديم الصلة على الفعل إما للاهتمام أو لإيهام التخصيص مبالغة أو للمحافظة على الفواصل * (ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا) * من مطر ونبات و * (رزقا) * إن جعلته مصدرا فشيئا منصوب به وإلا فبدل منه * (ولا يستطيعون) * أن يتملكوه أو لا استطاعة لهم أصلا وجمع الضمير فيه وتوحيده في * (لا يملك) * لأن * (ما) * مفرد في معنى الألهة ويجوز أن يعود إلى الكفار أي ولا يستطيع هؤلاء مع أنهم أحياء متصرفون شيئا من ذلك فكيف بالجماد * (فلا تضربوا لله الأمثال) * فلا تجعلوا له مثلا تشركون به أو تقيسونه عليه فإن ضرب المثل تشبيه حال بحال * (أن الله يعلم) * فساد ما تعولون عليه من القياس على أن عبادة عبيد الملك أدخل في التعظيم من عبادته وعظم جرمكم فيما تفعلون * (وأنتم لا تعلمون) * ذلك ولو علمتموه لما جرأتم عليه فهو عليم للنهي أو أنه يعلم كنه الأشياء وأنتم لا تعلمونه فدعوا رأيكم دون نصه ويجوز أن يراد فلا تضربوا لله الأمثال فإنه يعلم كيف تضرب الأمثال وأنتم لا تعلمون ثم علمهم كيف يضرب فضرب مثلا لنفسه ولمن عبد دونه فقال
(٤١١)
مفاتيح البحث: الضرب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»