أخسه يعني الهرم الذي يشابه الطفولية في نقصان القوة والعقل وقيل هو خمس وتسعون سنة وقيل خمس وسبعون * (لكي لا يعلم بعد علم شيئا) * ليصير إلى حالة شبيهة بحالة الطفولية في النسيان وسوء الفهم * (إن الله عليم) * بمقادير أعماركم * (قدير) * يميت الشاب النشيط ويبقى الهرم الفاني وفيه تنبيه على أن تفاوت آجال الناس ليس إلا بتقدير قادر حكيم ركب أبنيتهم وعدل أمزجتهم على قدر معلوم ولو كان ذلك مقتضى الطبائع لم يبلغ التفاوت هذا المبلغ * (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق) * فمنكم غني ومنكم فقير ومنكم موال يتولون يتولون رزقهم ورزق غيرهم ومنكم مماليك حالهم على خلاف ذلك * (فما الذين فضلوا برادي رزقهم) * بمعطي رزقهم * (على ما ملكت أيمانهم) * على مماليكهم فإنما يردون عليهم رزقهم الذي جعله الله في أيديهم * (فهم فيه سواء) * فالموالي والمماليك سواء في أن عليهم رزقهم فالجملة لازمة للجملة المنفية أو مقررة لها ويجوز أن تكون واقعة موقع الجواب كأنه قيل فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فيستووا في الرزق على أنه رد وإنكار على المشركين فإنهم يشركون بالله بعض مخلوقاته في الألوهية ولا يرضون أن يشاركهم عبيدهم فيما أنعم الله عليهم فيساورهم فيه * (أفبنعمة الله يجحدون) * حيث يتخذون له شركاء فإنه يقتضى أن يضاف إليهم بعض ما أنعم الله عليهم ويجحدوا أنه من عند الله أو حيث أنكروا أمثال هذه الحجج بعدما أنعم الله عليهم بإيضاحهم والباء لتضمن الجحود معنى الكفر وقرأ أبو بكر (تجحدون) بالتاء لقوله * (خلقكم) * و * (فضل بعضكم) * * (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا) * أي من جنسكم لتأنسوا بها ولتكون أولادكم
(٤١٠)