وقاصد أي مستقيم كأنه يقصد الوجه الذي يقصده السالك لا يميل عنه والمراد من * (السبيل) * الجنس ولذلك أضاف إليه ال * (قصد) * وقال * (ومنها جائر) * حائدعن القصد أو عن الله وتغيير الأسلوب لأنه ليس بحق على الله تعالى أن يبين طرق الضلالة أو لأن المقصود بيان سبيله وتقسيم السبيل إلى القصد والجائر إنما جاء بالعرض وقرئ و (منكم جائر) أي عن القصد * (ولو شاء) * الله * (لهداكم أجمعين) * أي ولو شاء هدايتكم أجمعين لهداكم إلى قصد السبيل هداية مستلزمة للاهتداء * (هو الذي أنزل من السماء) * من السحاب أو من جانب السماء * (ماء لكم منه شراب) * ما تشربونه * (ولكم) * صلة * (أنزل) * أو خبر * (شراب) * و * (من) * تبعيضية متعلقة به وتقديمها يوهم حصر المشروب فيه ولا بأس به لأن مياه العيون والآبار منه لقوله * (فسلكه ينابيع) * وقوله * (فأسكناه في الأرض) * * (ومنه شجر) * ومنه يكون شجر يعني الشجر الذي ترعاه المواشي وقيل كل ما نبت على الأرض شجر قال يعلفها اللحم إذا عز الشجر والخيل في إطعامها اللحم ضرر * (فيه تسيمون) * ترعون من سامت الماشية وأسامها صاحبها وأصله السومة وهي العلامة لأنها تؤثر بالرعي علامات * (ينبت لكم به الزرع) * وقرأ أبو بكر بالنون على التفخيم * (والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات) * وبعض كلها إذا لم ينبت في الأرض كل ما يمكن من الثمار ولعل تقديم ما يسام فيه على ما يؤكل منه لأنه سيصير غذاء حيوانيا هو اشرف الأغذية ومن هذا تقديم الزرع والتصريح بالأجناس الثلاثة وترتيبها * (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) * على وجود الصانع وحكمته فإن من تأمل أن الحبة تقع في الأرض وتصل إليها نداوة تنفذ فيها فينشق أعلاها ويخرج منه ساق الشجرة وينشق أسفلها فيخرج منه عروقها ثم ينموا ويخرج منه الأوراق والأزهار والأكمام والثمار ويشتمل كل منها على أجسام مختلفة الأشكال والطباع مع اتحاد المواد ونسبة الطبائع السفلية والتأثيرات الفلكية إلى الكل علم أن ذلك ليس إلا بفعل فاعل مختار مقدس عن منازعة الأضداد والأنداد ولعل فصل الآية به
(٣٨٨)