تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٨
ثمرات النخيل والأعناب ثمر تتخذون منه وتذكير الضمير على الوجهين الأولين لأنه للمضاف المحذوف الذي هو العصير أو لأن ال * (ثمرات) * بمعنى الثمر وال * (سكرا) * مصدر سمي به الخمر * (ورزقا حسنا) * كالتمر والزبيب والدبس والخل والآية إن كانت ساقة على تحريم الخمر فدالة على كراهتها وإلا فجامعة بين العتاب والمنة وقيل ال * (سكرا) * النبيذ وقيل الطعم قال (جعلت أعراض الكرام سكرا) أي تنقلت بأعراضهم وقيل ما يسد الجوع من السكر فيكون الرزق ما يحصل من أثمانه * (وأوحى ربك إلى النحل) * ألهمها وقذف في قلوبها وقرئ * (إلى النحل) * بفتحتين * (أن اتخذي) * بأن اتخذي ويجوز أن تكون * (إن) * مفسرة لأن في الإيحاء معنى معنى القول وتأنيث الضمير على المعنى فإن النحل مذكر * (من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) * ذكر بحرف التبعيض لأنها لا تبني في كل جبل وكل شجر وكل ما يعرش من كرم أو سقف ولا في كل مكان منها وإنما سمي ما تبنيه لتتعسل فيه بيتا تشبيها ببناء الإنسان لما فيه من حسن الصنعة وصحة القسمة التي لا يقوى عليها أحذق المهندسين إلا بآلات وأنظار دقيقة ولعل ذكره لتنبيه على ذلك وقرئ * (بيوتا) * بكسر الباء وقرأ ابن عامر وأبو بكر * (يعرشون) * بضم الراء * (ثم كلي من كل الثمرات) * من كل ثمرة تشتهينها مرها وحلوها * (فاسلكي) * ما أكلت * (سبل ربك) * في مسالكه التي يحيل فيها بقدرته النور المر عسلا من أجوافك أو
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»