تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٦
أو بقائه إليهما ومما لا يقدر على خلقهما وفيه دليل على أنه تعالى ليس من قبيل الأجرام * (خلق الإنسان من نطفة) * جماد لا حس بها ولا حراك سيالة لا تحفظ الوضع الشكل * (فإذا هو خصيم) * منطيق مجادل * (مبين) * للحجة أو خصيم مكافح لخالقه قائل * (من يحيي العظام وهي رميم) * روي أن أبي بن خلف أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم رميم وقال يا محمد أترى الله يحي هذا بعد ما قد رم فنزلت * (والأنعام) * الإبل والبقر والغنم وانتصابها بمضمر يفسره * (خلقها لكم) * أو بالعطف على الإنسان وخلقها لكم بيان ما خلقت لأجله وما بعده تفصيل له * (فيها دفء) * ما يدفأ به فيقي البرد * (ومنافع) * نسلها ودرها وظهورها وإنما عبر عنها بالمنافع ليتناول عوضها * (ومنها تأكلون) * ما يؤكل منها من اللحوم والشحوم والألبان وتقديم الظرف للمحافظة على رؤوس الآي أو لأن الأكل منها هو المعتاد المعتمد عليه في المعاش وأما الأكل من سائر الحيوانات المأكولة فعلى سبيل التداوي أو التفكه * (ولكم فيها جمال) * زينة * (حين تريحون) * تردونها من مراعيها إلى مراحلها بالعشي * (وحين تسرحون) * تخرجونها بالغداة إلى المراعي فإن الأفنية تتزين بها في الوقتين ويجل أهلها في أعين الناظرين إليها وتقديم الإراحة لأن الجمال فيها أظهر فإنها تقبل ملأى البطون حافلة الضروع ثم تأوي إلى الحظائر حاضرة لأهلها وقرئ (حينا) على أن * (تريحون) * و * (تسرحون) * وصفان له بمعنى * (تريحون) * فيه و * (تسرحون) * فيه * (وتحمل أثقالكم) * أحمالكم * (إلى بلد لم تكونوا بالغيه) * أي إن لم تكن الأنعام
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»