تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٣
* (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم) * القائل بعضهم على التهكم أو الوافدون عليهم أو المسلمون * (قالوا أساطير الأولين) * أي ما تدعون نزوله أو المنزل أساطير الأولين وإنما سموه منزلا على التهكم أو على الفرض أي على تقدير أنه منزل فهو أساطير الأولين لا تحقيق فيه والقائلون قيل هم المقتسمون * (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة) * أي قالوا ذلك إضلالا للناس فحملوا أوزار ضلالهم كالمة فإن إضلالهم نتيجة رسوخهم في الضلال * (ومن أوزار الذين يضلونهم) * وبعض أوزار ضلال من يضلوهم وهو حصة التسبب * (بغير علم) * حال من المفعول أي يضلون من لا يعلم أنهم ضلال وفائدتها الدلالة على أن جهلهم لا يعذرهم إذ كان عليهم أن يبحثوا ويميزوا بين المحق والمبطل * (ألا ساء ما يزرون) * بئس شيئا يزرونه فعلهم * (وقد مكر الذين من قبلهم) * أي سووا منصوبات ليمكروا بها رسل الله عليهم الصلاة والسلام * (فأتى الله بنيانهم من القواعد) * فأتاها أمره من جهة العمد التي بنوا عليها بأن ضعضعت * (فخر عليهم السقف من فوقهم) * وصار سبب هلاكهم * (وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) * لا يحتسبون ولا يتوقعون وهو على سبيل التمثيل وقيل المراد به نمروذ بن كنعان بنى الصرح ببابل سمكه خمسة آلاف ذراع ليترصد أمر السماء فأهب الله الريح فخر عليه وعلى قومه فهلكوا * (ثم يوم القيامة يخزيهم) * يذلهم أو يعذبهم بالنار كقوله تعالى * (ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته) * * (ويقول أين شركائي) * أضاف إلى نفسه استهزاء أو حكاية
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»