تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٣
فأجاب الله عز وجل دعوته فجعله حرما آمنا يجيء إليه ثمرات كل شيء حتى توجد فيه الفواكه الربيعية والصيفية والخريفية في يوم واحد * (ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن) * تعلم سرنا كما تعلم علننا والمعنى إنك أعلم بأحوالنا ومصالحنا وأرحم بنا منا بأنفسنا فلا حاجة لنا إلى الطلب لكنا ندعوك إظهارا لعبوديتك وافتقارا إلى رحمتك واستعجالا لنيل ما عندك وقيل ما نخفي من وجد الفرقة وما نعلن من التضرع إليك والتوكل عليك وتكرير النداء للمبالغة في التضرع واللجأ إلى الله تعالى * (وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء) * لأنه العالم بعلم ذاتي يستوي نسبته إلى كل معلوم ومن للاستغراق * (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر) * أي وهب لي وأنا كبير آيس من الولد قيد الهبة بحال الكبر استعظاما للنعمة وإظهارا لما فيها من آلائه * (إسماعيل وإسحاق) * روي أنه ولد له إسماعيل لتسع وتسعين سنة وإسحاق لمائة واثنتي عشرة سنة * (إن ربي لسميع الدعاء) * أي لمجيبه من قولك سمع الملك كلامي إذا اعتد به وهو من أبنية المبالغة العاملة عمل الفعل أضيف إلى مفعوله أو فاعله على إسناد السماع إلى دعاء الله تعالى على المجاز وفيه إشعار بأنه دعا ربه وسأل منه الولد فأجابه ووهب له سؤله حين ما وقع اليأس منه ليكون من أجل النعم وأجلاها * (رب اجعلني مقيم الصلاة) * معدلا لها مواظبا عليها * (من ذريتي) * عطف على المنصوب في * (اجعلني) * والتبعيض لعلمه بإعلام الله أو استقراء عادته في الأمم الماضية أن يكون في ذريته كفار * (ربنا وتقبل دعاء) * واستجب دعائي أو وتقبل عبادتي * (ربنا اغفر لي ولوالدي) * وقرئ (ولأبوي) وقد تقدم عذر استغفاره لهما وقيل
(٣٥٣)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)، اليأس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»