تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٠
غلى حيث توجهتم * (وسخر لكم الأنهار) * فجعلها معدة لانتفاعكم وتصرفكم وقيل تسخير هذه الأشياء تعليم كيفية اتخاذها * (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) * يدأبان في سيرهما وإنارتهما وإصلاح ما يصلحانه من المكونات * (وسخر لكم الليل والنهار) * يتعاقبان لسباتكم ومعاشكم * (وآتاكم من كل ما سألتموه) * أي بعض جميع ما سألتموه يعني من كل شيء سألتموه شيئا فإن الموجود من كل صنف بعض ما في قدرة الله تعالى ولعل المراد ب * (ما سألتموه) * ما كان حقيقيا بأن يسأل لاحتياج الناس إليه سئل أو لم يسأل وما يحتمل أن تكون موصولة وموصوفة ومصدرية ويكون المصدر بمعنى المفعول وقرئ * (من كل) * بالتنوين أي وآتاكم من كل شيء ما احتجتم إليه وسألتموه بلسان الحال ويجوز أن تكون * (ما) * نافية في موقع الحال أي وآتاكم من كل شيء غير سائليه * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) * لا تحصروها ولا تطيقوا عد أنواعها فضلا عن إفرادها فإنها غير متناهية وفيه دليل على أن المفرد يفيد الاستغراق بالإضافة * (إن الإنسان لظلوم) * يظلم النعمة بإغفال شكرها أو بظلم نفسه بأن يعرضها للحرمان * (كفار) * شديد الكفران وقيل ظلوم في الشدة يشكو ويجزع كفار في النعمة يجمع ويمنع * (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد) * بلدة مكة * (آمنا) * ذا أمن لمن فيها والفرق بينه وبين قوله * (اجعل هذا البلد آمنا) * أن المسؤول في الأول وإزالة الخوف عنه وتصييره
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»