تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٨
* (ويضل الله الظالمين) * الذين ظلموا أنفسهم بالاقتصار على التقليد فلا يهتدون إلى الحق ولا يثبتون في مواقف الفتن * (ويفعل الله ما يشاء) * من تثبيت بعض وإضلال آخرين من غير اعتراض عليه * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) * أي شكر نعمته كفرا بأن وضعوه مكانه أو بذلوا نفس النعمة كفرا فإنهم لما كفروها سلبت منهم فصاروا تاركين لها محصلين للكفر بدلها كأهل مكة خلقهم الله تعالى وأسكنهم حرمه وجعلهم قوام بيته ووسع عليهم أبواب رزقه وشرفهم بمحمد صلى الله عليه وسلم فكفروا ذلك فقحطوا سبع سنين وأسروا وقتلوا يوم بدر وصاروا أدلاء فبقوا مسلوبي النعمة وموصوفين بالكفر وعن عمر وعلي رضي الله تعالى عنهما هم الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين * (وأحلوا قومهم) * الذين شايعوهم في الكفر * (دار البوار) * دار الهلاك بحملهم على الكفر * (جهنم) * عطف بيان لها * (يصلونها) * حال منها أو من القوم أي داخلين فيها مقاسين لحرها أو مفسر لفعل مقدر ناصب لجهنم * (وبئس القرار) * أي وبئس المقر جهنم * (وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله) * الذي هو التوحيد وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب بفتح الياء وليس الضلال ولا الإضلال غرضهم في اتخاذ الأنداد لكن كان نتيجة جعل كالغرض * (قل تمتعوا) * بشهواتكم أو بعبادة الأوثان فإنها من قبيل الشهوات التي يتمتع بها وفي التهديد بصيغة الأمر إيذان بأن المهدد عليه كالمطلوب لإفضائه إلى المهدد به وأن الأمرين كائنان لا محالة ولذلك علله بقوله * (فإن مصيركم إلى النار) * وأن المخاطب لانهماكه فيه كالمأمور به من أمر مطاع * (قل لعبادي الذين آمنوا) * خصهم بالإضافة تنويها لهم وتنبيها على أنهم المقيمون
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»