تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٥
باقون في الدنيا لا تزالون بالموت ولعلهم أقسموا بطرا وغرورا أو دل عليه حالهم حيث بنوا شديدا وأملوا بعيدا وقيل أقسموا أنهم لا ينتقلون إلى دار أخرى وأنهم إذا ماتوا لا يزالون على تلك الحالة إلى حالة أخرى كقوله * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت) * * (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم) * بالكفر والمعاصي كعاد وثمود وأصل سكن أن يعدى بفي كقر وغني وأقام وقد يستعمل بمعنى التبوء فيجري مجراه كقولك سكنت الدار * (وتبين لكم كيف فعلنا بهم) * بما تشاهدونه في منازلهم من آثار ما نزل بهم وما تواتر عندكم من أخبارهم * (وضربنا لكم الأمثال) * من أحوالهم أي بينا لكم أنكم مثلهم في الكفر واستحقاق العذاب أو صفات ما فعلوا وفعل بهم التي هي في الغرابة كالأمثال المضروبة * (وقد مكروا مكرهم) * المستفرغ فيه جهدهم لإبطال الحق وتقرير الباطل * (وعند الله مكرهم) * ومكتوب عنده فعلهم فهو مجازيهم عليه أو عنده ما يمكرهم به جزاء لمكرهم وإبطالا له * (وإن كان مكرهم) * في العظم والشدة * (لتزول منه الجبال) * مسوى لإزالة الجبال وقيل إن نافية واللام مؤكدة لها كقوله * (وما كان الله ليعذبهم) * على أن الجبال مثل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه وقيل مخففة من الثقيلة والمعنى أنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال الراسية ثباتا وتمكنا من آيات الله تعالى وشرائعه وقرأ الكسائي * (لتزول) *
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»