تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٢
لأنهم لم يكونوا على ملتهم قط ويجوز أن يكون الخطاب لكل رسول ومن آمن معه فغلبوا الجماعة على الواحد * (فأوحى إليهم ربهم) * أي إلى رسلهم * (لنهلكن الظالمين) * على إضمار القول أو إجراء الإيحاء مجراه لأنه نوع منه * (ولنسكننكم الأرض من بعدهم) * أي أرضهم وديارهم كقوله تعالى * (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها) * وقرئ (ليهلكن) (وليسكنكم) بالياء اعتبارا لأوحى كقولك أقسم زيد ليخرجن * (ذلك) * إشارة إلى الموحى به وهو إهلاك الظالمين وإسكان المؤمنين * (لمن خاف مقامي) * موقفي وهو الموقف الذي يقيم فيه العباد للحكومة يوم القيامة أو قيامي عليه لا علمه وقيل المقام مقحم * (وخاف وعيد) * أي وعيدي بالعذاب أو عذابي الموعود للكفار * (واستفتحوا) * سألوا من الله الفتح على أعدائهم أو القضاء بينهم وبين أعدائهم من الفتاحة كقوله * (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) * وهو معطوف على * (فأوحى) * والضمير للأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقيل للكفرة وقيل للفريقين فإن كلهم سألوه أن ينصر المحق ويهلك المبطل وقرئ بلفظ الأمر عطفا على (ليهلكن) * (وخاب كل جبار عنيد) * أي ففتح لهم فأفلح المؤمنون وخاب كل جبار عات متكبر على الله معاند للحق فلم يفلح ومعنى الخيبة إذا كان الاستفتاح من الكفرة أو من القبيلين كان أوقع * (من ورائه جهنم) * أي من بين يديه فإنه مرصد بها واقف على شفيرها في الدنيا مبعوث إليها في الآخرة وقيل من وراء حياته وحقيقته ما توارى عنك * (ويسقى من ماء) * عطف على محذوف تقديره من ورائه جهنم يلقى فيها ما يلقى * (ويسقى من ماء) * و * (صديد) * عطف بيان ل * (ماء) * وهو ما يسيل من جلود أهل النار * (يتجرعه) * يتكلف جرعه وهو صفة لماء أو حال من الضمير في * (يسقى) * ولا
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»