تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٤
* (ولو فتحنا عليهم) * أي على هؤلاء المقترحين * (بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون) * يصعدون إليها ويرون عجائبها طول نهارهم مستوضحين لما يرون أو تصعد الملائكة وهم يشاهدونهم * (لقالوا) * من غلوهم في العناد وتشكيكهم في الحق * (إنما سكرت أبصارنا) * سدت عن الإبصار بالسحر من السكر ويدل عليه قراءة ابن كثير بالتخفيف أو حيرت من السكر ويدل عليه قراءة من قرأ * (سكرت) * * (بل نحن قوم مسحورون) * قد سحرنا محمد بذلك كما قالوه عند ظهور غيره من الآيات وفي كلمتي الحصر والإضراب دلالة على البت بأن ما يرونه لا حقيقة له بل هو باطل خيل إليهم بنوع من السحر * (ولقد جعلنا في السماء بروجا) * اثني عشر مختلفة الهيئات و الخواص على ما دل عليه الرصد والتجربة مع بساطة السماء * (وزيناها) * بالأشكال والهيئات البهية * (للناظرين) * المعتبرين المستدلين بها على قدرة مبدعها وتوحيد صانعها * (وحفظناها من كل شيطان رجيم) * فلا يقدر أن يصعد إليها ويوسوس إلى أهلها ويتصرف فيأمرها ويطلع على أحوالها * (إلا من استرق السمع) * بدل من كل شيطان واستراق السمع اختلاس سرا شبه به خطفتهم البسيرة من قطان السماوات لما بينهم من المناسبة في الجوهر أو بالاستدلال من أوضاع الكواكب وحركاتها وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنهم كانوا لا يحجبون عن السماوات فلما ولد عيسى عليه الصلاة والسلام منعوا من ثلاث سماوات فلما ولد محمد صلى الله عليه وسلم منعوا من كلها بالشهب ولا يقدح فيه تكونها قبل المولد لجواز أن يكون لها
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»