تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٢
سيؤول إليه روي أن هاجر كانت لسارة رضي الله عنها فوهبتها لإبراهيم عليه السلام فولدت منه إسماعيل عليه السلام فغارت عليها فناشدته أن يخرجهما من عندها فأخرجهما إلى أرض مكة فأظهر الله عين زمزم ثم إن جرهم رأوا ثم طيورا فقالوا لا طير إلا على الماء فقصدوه فرأوهما وعندهما عين فقالوا أشركينا في مائك نشركك في ألباننا ففعلت * (ربنا ليقيموا الصلاة) * اللام لام كي وهي متعلقة ب * (أسكنت) * أي ما أسكنتهم بهذا الوادي البلقع من كل مرتفق ومرتزق إلا لإقامة الصلاة عند بيتك المحرم وتكرير النداء وتوسيطه للإشعار بأنها المقصودة بالذات من إسكانهم ثمة والمقصود من الدعاء توفيقهم لها وقيل لام الأمر والمراد هو الدعاء لهم بإقامة الصلاة كأنه طلب منهم الإقامة وسأل من الله تعالى أن يوفقهم لها * (فاجعل أفئدة من الناس) * أي أفئدة من أفئدة الناس و * (من) * للتبعيض ولذلك قيل لو قال أفئدة الناس لازدحمت عليهم فارس والروم ولحجت اليهود والنصارى أو للابتداء كقولك القلب مني سقيم أي أفئدة ناس وقرأ هشام (أفئيدة) يخلف عنه بياء بعد الهمزة وقرئ (آفدة) وهو يحتمل أن يكون مقلوب * (أفئدة) * كآدر في أدؤر وأن يكون اسم فاعل من أفدت الرحلة إذا عجلت أي جماعة يعجلون نحوهم (وأفدة) بطرح الهمزة للتخفي وإن كان الوجه فيه إخراجهما بين بين ويجوز أن يكون من أفد * (تهوي إليهم) * تسرع إليهم شوقا وودادا وقرئ * (تهوى) * على البناء للمفعول من أهوى إليه غيره و * (تهوى) * من هوى يهوي إذا أحب وتعديته بإلى لتضمنه معنى النزوع * (وارزقهم من الثمرات) * مع سكناهم واديا لا نبات فيه * (لعلهم يشكرون) * تلك النعمة
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»