تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٤
أراد بهما آدم وحواء * (وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) * يثبت مستعار من القيام على الرجل كقولهم قامت الحرب على ساق أو يقوم إليه أهله فحذف المضاف أو أسند إليه قيامهم مجازا * (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) * خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد به تثبيته على ما هو عليه من أنه تعالى مطلع على أحوالهم وأفعالهم لا يخفى عليه خافية والوعيد بأنه معاقبهم على قليله وكثيره لا محالة أو لكل من توهم غفلته جهلا بصفاته واغترارا بإمهاله وقيل إنه تسلية للمظلوم وتهديد للظالم * (إنما يؤخرهم) * يؤخر عذابهم وعن أبي عمرو بالنون * (ليوم تشخص فيه الأبصار) * أي تشخص فيه أبصارهم فلا تقر في أماكنها من هول ما ترى * (مهطعين) * أي مسرعين إلى الداعي أو مقبلين بأبصارهم لا يطوفون هيبة وخوفا وأصل الكلمة هو الإقبال على الشيء * (مقنعي رؤوسهم) * رافعيها * (لا يرتد إليهم طرفهم) * بل تثبت عيونهم شاخصة لا تطرف أو لا يرجع إليهم نظرهم فينظروا إلى أنفسهم * (وأفئدتهم هواء) * خلاء أي خالية عن الفهم لفرط الحيرة والدهشة ومنه يقال للأحمق وللجبان قلبه هواء أي لا رأي فيه ولا قوة قال زهير (من الظلمان جؤجؤه هواء) وقيل خالية عن الخير خاوية عن الحق * (وأنذر الناس) * يا محمد * (يوم يأتيهم العذاب) * يعني يوم القيامة أو يوم الموت فإنه أول أيام عذابهم وهو مفعول ثان ل * (أنذر) * * (فيقول الذين ظلموا) * بالشرك والتكذيب * (ربنا أخرنا إلى أجل قريب) * أخر العذاب عنا أو ردنا إلى الدنيا ومهلنا إلى حد من الزمان قريب أو أخر آجالنا وأبقنا مقدار ما نؤمن بك ونحبك ونجيب دعوتك * (نجب دعوتك ونتبع الرسل) * جواب للأمر ونظيره * (لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين) * * (أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال) * على إرادة القول و * (ما لكم) * جواب القسم جاء بلفظ الخطاب على المطابقة دون الحكاية والمعنى أقسمتم أنكم
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»