وزيد الخيل قد لاقى صفادا يعض بساعد ويعظم ساق وأصله الشد * (سرابيلهم) * قمصانهم * (من قطران) * وجاء قطران لغتين فيه وهو ما يتحلب من الأبهل فيطبخ فتهنأ به الإبل الجربى فيحرق الجرب بحدته وهو أسود منتن تشتعل فيه النار بسرعة تطلى به جلود أهل النار حتى يكون طلاؤه لهم كالقمص ليجتمع عليهم لذع القطران ووحشة لونه ونتن ريحه مع إسراع النار في جلودهم على أن التفاوت بين القطرانين كالتفاوت بين النارين ويحتمل أن يكون تمثيلا لما يحيط بجوهر النفس من الملكات الرديئة والهيئات الوحشية فيجلب إليها أنواعا من الغموم والآلام وعن يعقوب * (قطران) * والقطر النحاس أو الصفر المذاب والآني المتناهي حره والجملة حال ثانية أو حال من الضمير في * (مقرنين) * * (وتغشى وجوههم النار) * وتتغشاها لأنهم لم يتوجهوا بها إلى الحق ولم يستعملوا في تدبره مشاعرهم وحواسهم التي خلقت فيها لأجله كما تطلع على أفئدتهم لأنها فارغة عن المعرفة مملوءة بالجهالات ونظيره قوله تعالى * (أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) * وقوله تعالى * (يوم يسحبون في النار على وجوههم) * * (ليجزي الله كل نفس) * أي يفعل بهم ذلك ليجزي كل نفس مجرمة * (ما كسبت) * أو كل نفس من مجرمة أو مطيعة لأنه بين أن المجرمين يعاقبون لإجرامهم علم أن المطيعين يثابون لطاعتهم ويتعين ذلك أن علق اللام ب * (برزوا) * * (إن الله سريع الحساب) * لأنه لا يشغله حساب عن حساب * (هذا) * إشارة إلى القرآن أو السورة أو ما فيه العظة والتذكير أو ما وصفه من قوله * (ولا تحسبن الله) * * (بلاغ للناس) * كفاية لهم في الموعظة * (ولينذروا به) * عطف على
(٣٥٨)