تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٧
تلك الأرض وإنما تغير صفاتها ويدل عليه ما روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال تبدل الأرض غير الأرض فتبسط وتمد مد الأديم العكاظي * (لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) * واعلم أنه لا يلزم على الوجه الأول أن يكون الحاصل بالتبديل أرضا وسماء على الحقيقة ولا يبعد على الثاني أن يجعل الله الأرض جهنم والسماوات الجنة على ما أشعر به قوله تعالى * (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين) * وقوله * (إن كتاب الفجار لفي سجين) * * (وبرزوا) * من أجداثهم * (لله الواحد القهار) * لمحاسبته ومجازاته وتوصيفه بالوصفين للدلالة على أن الأمر في غاية الصعوبة كقوله * (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) * فإن الأمر إذا كان لواحد غلاب لا يغالب فلا مستغاث لأحد إلى غيره ولا مستجار * (وترى المجرمين يومئذ مقرنين) * قرن بعضهم مع بعض بحسب مشاركتهم في العقائد والأعمال كقوله * (وإذا النفوس زوجت) * أو قرنوا مع الشياطين أو مع ما اكتسبوا من العقائد الزائغة والملكات الباطلة أو قرنت أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأغلال وهو يحتمل أن يكون تمثيلا لمؤاخذتهم على ما اقترفته أيديهم وأرجلهم * (في الأصفاد) * متعلق ب * (مقرنين) * أو حال من ضميره والصفد القيد وقيل الغل قال سلامة بن جندل
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»