تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢١٣
* (قال قد أجيبت دعوتكما) * يعني موسى وهارون لأنه كان يؤمن * (فاستقيما) * فاثبتا على ما أنتما عليه من الدعوة وإلزام الحجة ولا تستعجلا فإن ما طلبتما كائن ولكن في وقته روي أنه مكث فيهم بعد الدعاء أربعين سنة * (ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) * طريق الجلهة في الاستعجال أو عدم الوثوق والاطمئنان بوعد الله تعالى وعن ابن عامر برواية ابن ذكوان ولا تتبعان بالنون الخفيفة وكسرها لالتقاء الساكنين * (ولا تتبعان) * من تبع * (ولا تتبعان) * أيضا * (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) * أي جوزناهم في البحر حتى بلغوا الشط حافظين لهم وقرئ (جوزنا) وهو من فعل المرادف لفاعل كضعف وضاعف * (فأتبعهم) * فأدركهم يقال تبعته حتى اتبعته * (فرعون وجنوده بغيا وعدوا) * باغين وعادين أو للبغي والعدو وقرئ * (وعدوا) * * (حتى إذا أدركه الغرق) * لحقه * (قال آمنت أنه) * أي بأنه * (لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) * وقرأ حمزة والكسائي إنه بالكسر على إضمار القوم أو الاستئناف بدلا وتفسيرا ل (ءامنت) فنكب عن الإيمان أو أن القبول وبالغ فيه حين لا يقبل * (الآن) * أتؤمن الآن وقد أيست من نفسك ولم يبق لك اختيار * (وقد عصيت قبل) * قبل ذلك مدة عمرك * (وكنت من المفسدين) * الضالين المضلين عن الإيمان * (فاليوم ننجيك) * ننقذك مما وقع فيه قومك من قعر البحر ونجعلك طافيا أو نلقيك على نجوة من الأرض ليراك بنو إسرائيل وقرأ يعقوب * (ننجيك) * من أنجى وقرأ (ننحيك) بالحاء أي نلقيك بناحية من الساحل * (ببدنك) * في موضع الحال أي ببدنك عاريا عن الروح أو كاملا سويا أو عريانا من غير لباس أو بدرعك وكانت له درع من ذهب يعرف بها وقرئ (بأبدانك) أي بأجزاء البدن كلها كقولهم هوى بإجرامه أو بدرعك كأنه كان مظاهرا بينها * (لتكون لمن خلفك آية) * لمن وراءك علامة وهم بنو إسرائيل إذ كان في نفوسهم من عظمته ما خيل إليهم أنه لا يهلك حتى كذبوا موسى صلى الله عليه وسلم حين أخبرهم بغرقه إلى أن عاينوه مطرحا على ممرهم من الساحل أو لمن يأتي بعدك من القرون إذا
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»