تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢١٥
* (ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين) * أيضا من باب التهييج والتثبيت وقطع الأطماع عنه كقوله * (فلا تكونن ظهيرا للكافرين) * * (إن الذين حقت عليهم) * ثبتت عليهم * (كلمة ربك) * بأنهم يموتون على الكفر ويخلدون في العذاب * (لا يؤمنون) * إذ لا يكذب كلامه ولا ينتقض قضاؤه * (ولو جاءتهم كل آية) * فإن السبب الأصلي لإيمانهم وهو تعلق إرادة الله تعالى به مفقود * (حتى يروا العذاب الأليم) * وحينئذ لا ينفعهم كما لا ينفع فرعون * (فلولا كانت قرية آمنت) * فهلا كانت قرية من القرى التي أهلكناها آمنت قبل معاينة العذاب ولم تؤخر إليها كما أخر فرعون * (فنفعها إيمانها) * بأن يقبله الله منها ويكشف العذاب عنها * (إلا قوم يونس) * لكن قوم يونس عليه السلام * (لما آمنوا) * أول ما رأوا امارة العذاب ولم يؤخره إلى حلوله * (كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا) * ويجوز أن تكون لا جملة في معنى النفي لتضمن حرف التحضيض معناه فيكون الاستثناء متصلا لأن المراد من القرى أهاليها كأنه قال ما آمن أهل قرية من القرى العاصية فنفعهم ايمانهم إلا قوم يونس ويؤيده قراءة الرفع على البدل * (ومتعناهم إلى حين) * إلى آجالهم روي أن يونس عليه السلام بعث إلى أهل نينوى من الموصل فكذبوه وأصروا عليه فوعدهم بالعذاب إلى ثلاث وقيل إلى ثلاثين وقيل إلى أربعين فلما دنا الموعد اغامت السماء غيما أسود ذا دخان شديد فهبط حتى غشي مدينتهم فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوه فأيقنوا صدقه فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم وفرقوما بين كل والدة وولدها فحن بعضها إلى بعض وعلت الأصوات والعجيج
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»