وأخلصوا التوبة وأظهروا الإيمان وتضرعوا إلى الله تعالى فرحمهم وكشف عنهم وكان يوم عاشوراء يوم الجمعة * (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم) * بحيث لا يشذ منهم أحد * (جميعا) * مجتمعين على الإيمان لا يختلفون فيه وهو دليل على القدرية في أنه تعالى لم يشأ ايمانهم أجمعين وأن من شاء ايمانه يؤمن لا محالة والتقييد بمشيئة الالجاء خلاف الظاهر * (أفأنت تكره الناس) * بما لم يشأ منهم * (حتى يكونوا مؤمنين) * وترتيب الاكراه على المشيئة بالفاء وإيلاؤها حرف الاستفهام للانكار وتقديم الضمير على الفعل للدلالة على أن خلاف المشيئة مستحيل فلا يمكن تحصيله بالإكراه عليه فضلا عن الحث والتحريض علهي إذ روي أنه كان حريصا على إيمان قومه شديد الاهتمام به فنزلت ولذلك قرره بقوله * (وما كان لنفس أن تؤمن) * بالله * (إلا بإذن الله) * إلا بإرادته وألطافه وتوفيقه فلا تجهد نفسك في هداها فإنه إلى الله * (ويجعل الرجس) * العذاب أو الخذلان فإن سببه وقرئ بالزاي وقرأ أبو بكر * (ونجعل) * بالنون * (على الذين لا يعقلون) * لا يستعملون عقولهم بالنظر في الحجج والآيات أو لا يعقلون دلائله واحكامه لما على قلوبهم من الطبع ويؤيد الأول قوله * (قل انظروا) * أي تفكروا * (ماذا في السماوات والأرض) * من عجائب صنعه لتدلكم على وحدته وكمال قدرته و * (ماذا) * إن جعلت استفهامية علقت * (انظروا) * عن العمل * (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) * في علم الله وحكمته * (وما) * نافية أو استفهامية في موضع النصب * (فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم) * مثل وقائعهم ونزول بأس الله بهم
(٢١٦)