تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢١١
وجئتم به خبرها و * (السحر) * بدل منه أو خبر مبتدأ محذوف تقديره أهو السحر أو مبتدأ خبره محذوف أي السحر هو ويجوز أن ينتصب ما يفعل يفسره ما بعده وتقديره أي شيء أتيتم * (إن الله سيبطله) * سيمحقه أو سيظهر بطلانه * (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) * لا يثبته ولا يقويه وفيه دليل على أن السحر إفساد وتمويه لا حقيقة له * (ويحق الله الحق) * ويثبته * (بكلماته) * بأوامره وقضاياه وقرئ (بكلمته) * (ولو كره المجرمون) * ذلك * (فما آمن لموسى) * أي في مبدأ أمره * (إلا ذرية من قومه) * إلا أولاد من أولاد قومه بني إسرائيل دعاهم فلم يجيبوه خوفا من فرعون إلا طائفة من شبانهم وقيل الضمير ل * (فرعون) * والذرية طائفة من شبانهم آمنوا به أو مؤمن آل فرعون وامرأته آسية وخازنة وزوجته وماشطته * (على خوف من فرعون وملئهم) * أي مع خوف منهم والضمير ل * (فرعون) * وجمعه على ما هو المعتاد في ضمير العظماء أو على أن المراد ب * (فرعون) * آله كما يقال ربيعة ومضر أو للذرية أو للقوم * (أن يفتنهم) * أن يعذبهم فرعون وهو بدل منه أو مفعول خوف وإفراده بالضمير للدلالة على أن الخوف من الملأ كان بسببه * (وإن فرعون لعال في الأرض) * لغالب فيها * (وإنه لمن المسرفين) * في الكبر والعتو حتى ادعى الربوبية واسترق أسباط الأنبياء * (وقال موسى) * لما رأى تخوف المؤمنين به * (يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا) * فثقوا به واعتمدوا عليه * (إن كنتم مسلمين) * مستسلمين لقضاء الله مخلصين له وليس هذا من تعليق الحكم بشرطين فإن المعلق بالإيمان وجوب التوكل فإنه المقتضي له والمشروط بالإسلام حصوله فإنه لا يوجد مع التخطيط ونظيره إن دعاك زيد فأجبه إن قدرت * (فقالوا على الله توكلنا) * لأنهم كانوا مؤمنين مخلصين ولذلك أجيبت دعوتهم
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»