تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٩
بالله وقلة مبالاة بهم * (ثم لا يكن أمركم) * في قصدي * (عليكم غمة) * مستورا واجعلوه ظاهرا مكشوفا من غمه إذا ستره أو ثم لا يكن حالكم عليكم غما إذا أهلكتموني وتخلصتم من ثقل مقامي وتذكيري * (ثم اقضوا) * أدوا * (إلى) * ذلك الأمر الذي تريدون بي وقرئ (ثم أفضوا إلي) بالفاء أي انتهوا إلي بشركم أو ابرزوا إلي من أفضى إذا خرج إلى الفضاء * (ولا تنظرون) * ولا تمهلوني * (فإن توليتم) * أعرضتم عن تذكيري * (فما سألتكم من أجر) * يوجب توليكم لثقله عليكم واتهامكم إياي لأجله أو يفوتني لتوليكم * (إن أجري) * ما ثوابي على الدعوة والتذكير * (إلا على الله) * لا تعلق له بكم يثيبني به آمنتم أو توليتم * (وأمرت أن أكون من المسلمين) * المنقادين لحكمه لا أخالف أمره ولا أرجو غيره * (فكذبوه) * فأصروا على تكذيبه بعدما ألزمهم الحجة وبين أن توليهم ليس إلا لعنادهم وتمردهم لا جرم حقت عليهم كلمة العذاب * (فنجيناه) * من الغرق * (ومن معه في الفلك) * وكانوا ثمانين * (جعلناكم خلائف) * من الهالكين به * (وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا) * بالطوفان * (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) * تعظيم لما جرى عليهم وتحذير لمن كذب الرسول صلى الله عليه وسلم وتسلية له * (ثم بعثنا) * أرسلنا * (من بعده) * من بعد نوح * (رسلا إلى قومهم) * كل رسول إلى قومه * (فجاؤوهم بالبينات) * بالمعجزات الواضحة المثبتة لدعواهم * (فما كانوا ليؤمنوا) * فما استقام لهم أن يؤمنوا لشدة شكيمتهم في الكفر وخذلان الله إياهم * (بما كذبوا به من قبل) * أي بسبب تعودهم تكذيب الحق وتمرنهم عليه قبل بعثه الرسل صلى الله عليه وسلم * (كذلك نطبع على قلوب المعتدين) * بخذلانهم لانهماكهم في الضلال واتباع المألوف وفي أمثال ذلك دليل على أن الأفعال واقعة بقدرة الله تعالى وكسب العبد وقد مر تحقيق ذلك * (ثم بعثنا من بعدهم) * من بعد هؤلاء الرسل * (موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا) * بالآيات التسع * (فاستكبروا) * عن اتباعهما * (وكانوا قوما مجرمين) * معتادين
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»