تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢١٢
* (ربنا لا تجعلنا فتنة) * موضع فتنة * (للقوم الظالمين) * أي لا تسلطهم علينا فيفتنونا * (ونجنا برحمتك من القوم الكافرين) * من كيدهم ومن شؤم مشاهدتهم وفي تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على أن الداعي ينبغي له أن يتوكل أولا لتجاب دعوته * (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ) * أي اتخذا مباءة * (لقومكما بمصر بيوتا) * تسكنون فيها أو ترجعون إليها للعبادة * (واجعلوا) * أنتما وقومكما * (بيوتكم) * تلك البيوت * (قبلة) * مصلى وقيل مساجد متوجهة نحو القبلة يعني الكعبة وكان موسى صلى الله عليه وسلم يصلي إليها * (وأقيموا الصلاة) * فيها أمروا بذلك أول أمرهم لئلا يظهر عليهم الكفرة فيؤذوهم ويفتنوهم عن دينهم * (وبشر المؤمنين) * بالنصرة في الدنيا والجنة في العقبى وإنما ثنى الضمير أولا لأن التبوأ للقوم واتخاذ المعابد مما يتعاطاه رؤوس القوم بتشاور ثم جمع لأن جعل البيوت مساجد والصلاة فيها مما ينبغي أن يفعله كل أحد ثم وحد لأن البشارة في الأصل وظيفة صاحب الشريعة * (وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة) * ما يتزين به من الملابس والمراكب ونحوهما * (وأموالا في الحياة الدنيا) * وأنواعا من المال * (ربنا ليضلوا عن سبيلك) * دعاء عليهم بلفظ الأمر بما علم من ممارسة أحوالهم أنه لا يكون غيره كقولك لعن الله إبليس وقيل اللام للعاقبة وهي متعلقة ب * (أتيت) * ويحتمل أن تكون للعلة لأن إيتاء النعم على الكفر استدراج وتثبيت على الضلال ولأنهم لما جعلوها سببا للضلال فكأنهم أوتوها ليضلوا فيكون * (ربنا) * تكريرا للأول تأكيدا وتنبيها على أن المقصود عرض ضلالهم وكفرانهم تقدمة لقوله * (ربنا اطمس على أموالهم) * أي أهلكها والطمس المحق وقرئ * (اطمس) * بالضم * (واشدد على قلوبهم) * أي وأقسها عليها حتى لا تنشرح للإيمان * (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) * جواب للدعاء أو دعاء بلفظ النهي أو عطف على * (ليضلوا) * وما بينهم دعاء معترض
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»