تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٣٤
* (ألا تقاتلون قوما) * تحريض على القتال لأن الهمزة دخلت على النفي للإنكار فأفادت المبالغة في الفعل * (نكثوا أيمانهم) * التي حلفوها مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على أن لا يعاونوا عليهم فعاونوا بني بكر على خزاعة * (وهموا بإخراج الرسول) * حين تشاوروا في أمره بدار الندوة على ما مر ذكره في قوله * (وإذ يمكر بك الذين كفروا) * وقيل هم اليهود نكثوا عهد الرسول وهموا بإخراجه من المدينة * (وهم بدؤوكم أول مرة) * بالمعاداة والمقاتلة لأنه صلى الله عليه وسلم بدأهم بالدعوة وإلزام الحجة بالكتاب والتحدي به فعدلوا عن معارضته إلى المعاداة والمقاتلة فما يمنعكم أن تعارضوهم وتصادموهم * (أتخشونهم) * أتتركون قتالهم خشية أن ينالكم مكروه منهم * (فالله أحق أن تخشوه) * فقاتلوا أعداءكم ولا تتركوا أمره * (إن كنتم مؤمنين) * فإن قضية الإيمان أن لا يخشى إلا منه * (قاتلوهم) * أمر بالقتال بعد بيان موجبه والتوبيخ على تركه والتوعد عليه * (يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم) * وعد لهم إن قاتلوهم بالنصر عليهم والتمكن من قتلهم وإذلالهم * (ويشف صدور قوم مؤمنين) * يعني بني خزاعة وقيل بطونا من اليمن وسبأ قدموا مكة فأسلموا فلقوا من أهلها أذى شديدا فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبشروا فإن الفرج قريب * (ويذهب غيظ قلوبهم) * لما لقوا منهم وقد أوفى الله بما وعدهم والآية من المعجزات * (ويتوب الله على من يشاء) * ابتداء إخبار بأن بعضهم يتوب عن كفره وقد كان
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»