تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٢٣
* (فكلوا مما غنمتم) * من الفدية فإنها من جملة الغنائم وقيل امسكوا عن الغنائم فنزلت والفاء للتسبب والسبب محذوف تقديره أبحت لكم الغنائم فكلوا وبنحوه تشبث من زعم أن الأمر الوارد بعد الحظر للإباحة حلالا حال من المغنوم أو صفة للمصدر أي أكلا حلالا وفائدته إزاحة ما وقع في نفوسهم منه بسبب تلك المعاتبة أو حرمتها على الأولين ولذلك وصفة بقوله * (طيبا واتقوا الله) * في مخالفته * (إن الله غفور) * غفر لكم ذنبكم * (رحيم) * أباح لكم ما أخذتم * (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى) * وقرأ أبو عمرو من الأسارى * (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا) * ايمانا وإخلاصا * (يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) * من الفداء روي أنها نزلت في العباس رضي الله عنه كلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفدي نفسه وابني أخويه عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث فقال يا محمد تركتني اتكفف قريشا ما بقيت فقال أين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل وقت خروجك وقلت لها إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا فإن حدث بي حدث فهو لك ولعبد الله وعبيد الله والفضل وقثم فقال العباس وما يدريك قال أخبرني به ربي تعالى قال فأشهد أنك صادق وأن لا إله إلا الله وأنك رسوله والله لم يطلع عليه أحد إلا الله ولقد دفعته إليها في سواد الليل قال العباس فأبدلني الله خيرا من ذلك لي الآن عشرون عبدا إن أدناهم ليضرب في عشرين ألفا وأعطاني زمزم ما أحب أن لي بها جميع أموال أهل مكة وأنا انتظر المغفرة من ربكم يعني الموعود بقوله * (ويغفر لكم والله غفور رحيم) * * (وإن يريدوا) * يعني الاسرى * (خيانتك) * نقض ما عاهدوك * (فقد خانوا الله) * بالكفر ونقض ميثاقه المأخوذ بالعقل * (من قبل فأمكن منهم) * أي فأمكنك منهم كما فعل يوم بدر فان أعادوا الخيانة فسيمكنك منهم * (والله عليم حكيم) *
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»