والعمار والفاء للدلالة على أن اشتراءهم أداهم إلى الصد * (إنهم ساء ما كانوا يعملون) * عملهم هذا أو ما دل عليه قوله * (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) * فهو تفسير لا تكرير وقيل الأول عام في الناقضين وهذا خاص بالذين اشتروا وهم اليهود أو الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان وأطعمهم * (وأولئك هم المعتدون) * في الشرارة * (فإن تابوا) * عن الكفر * (وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) * فهم إخوانكم في الدين لهم ما لكم وعليهم ما عليكم * (ونفصل الآيات لقوم يعلمون) * اعتراض للحث على تأمل ما فصل من أحكام المعاهدين أو خصال التائبين * (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم) * وإن نكثوا ما بايعوا عليه من الإيمان أو الوفاء بالعهود * (وطعنوا في دينكم) * بصريح التكذيب وتقبيح الأحكام * (فقاتلوا أئمة الكفر) * أي فقاتلوهم فوضع أئمة الكفر موضع الضمير للدلالة على أنهم صاروا بذلك ذوي الرئاسة والتقدم في الكفر أحقاء بالقتل وقبل المراد بالأئمة رؤساء المشركين فالتخصيص إما لأن قتلهم أهم وهم أحق به أو للمنع من مراقبتهم وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي وروح عن يعقوب أئمة بتحقيق الهمزتين على الأصل والتصريح بالياء لحن * (إنهم لا أيمان لهم) * أي لا أيمان لهم على الحقيقة وألا لما طعنوا ولم ينكثوا وفيه دليل على أن الذمي إذا طعن في الإسلام فقد نكث عهده واستشهد به الحنفية على أن يمين الكافر ليست يمينا وهو ضعيف لأن المراد نفي الوثوق عليها لا أنها ليست بأيمان لقوله تعالى * (وإن نكثوا أيمانهم) * وقرأ ابن عامر لا أيمان لهم بمعنى لا أمان أو لا إسلام وتشبث به من لم يقبل توبة المرتد وهو ضعيف لجواز أن يكون يمعنى لا يؤمنون على الإخبار عن قوم معينين أوليس لهم إيمان فيراقبوا لأجله * (لعلهم ينتهون) * متعلق ب قاتلوا أي ليكن غرضكم في المقاتلة أن ينتهوا عما هم عليه لا إيصال الأذية بهم كما هو طريقة المؤذين
(١٣٣)