تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٣٩
عرفاءكم فليرفعوا إلينا فرفعوا أنهم قد رضوا * (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس) * لخبث باطنهم أو لأنه يجب أن يجتنب عنهم كما يجتنب عن الأنجاس أو لأنهم لا يتطهرون ولا يتجنبون عن النجاسات فهم ملابسون لها غالبا وفيه دليل على أن ما الغالب نجاسته نجس وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن أعيانهم نجسة كالكلاب وقرئ * (نجس) * بالسكون وكسر النون وهو ككبد في كبد وأكثر ما جاء تابعا لرجس * (فلا يقربوا المسجد الحرام) * لنجاستهم وإنما نهى عن الاقتراب للمبالغة أو للمنع عن دخول الحرم وقيل المراد به النهي عن الحج والعمرة لا عن الدخول مطلقا وإليه ذهب أبو حنيفة رحمه الله تعالى وقاس مالك سائر المساجد على المسجد الحرام في المنع وفيه دليل على أن الكفار مخاطبون بالفروع * (بعد عامهم هذا) * يعني سنة براءة وهي التاسعة وقيل سنة حجة الوداع * (وإن خفتم عيلة) * فقرأ بسبب منعهم من الحرم وانقطاع ما كان لكم من قدومهم من المكاسب والأرفاق * (فسوف يغنيكم الله من فضله) * من عطائه أو تفضله بوجه آخر وقد أنجز وعده بأن أرسل السماء عليهم مدرارا ووفق أهل تبالة وجرش فأسلموا وامتاروا لهم ثم فتح عليهم البلاد والغنائم وتوجه إليهم الناس من أقطار الأرض وقرئ (عائلة) على أنها مصدر كالعافية أو حال * (إن شاء) * قيده بالمشيئة لتنقطع الآمال إلى الله تعالى ولينبه على أنه تعالى متفضل في ذلك وان الغنى الموعود يكون لبعض دون بعض وفي عام دون عام * (إن الله عليم) * بأحوالكم * (حكيم) * فيما يعطي ويمنع * (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) * أي لا يؤمنون بهما على ما ينبغي كما بيناه في أول البقرة فإن إيمانهم كلا إيمان * (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله) * ما ثبت تحريمه بالكتاب والسنة وقيل رسوله هو الذي يزعمون اتباعه والمعنى أنهم يخالفون أصل دينهم المنسوخ اعتقادا وعملا * (ولا يدينون دين الحق) * الثابت الذي هو ناسخ سائر الأديان ومبطلها * (من الذين أوتوا الكتاب) * بيان للذين لا يؤمنون * (حتى يعطوا الجزية) * ما تقرر عليهم أن يعطوه مشتق من جزى دينه إذا قضاه * (عن يد) * حال من الضمير أي عن يد مؤاتية بمعنى منقادين أو عن يدهم بمعنى مسلمين بأيديهم غير باعثين بأيدي غيرهم
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»