تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٣٥
ذلك أيضا وقرئ * (ويتوب) * بالنصب على إضمار أن على أنه من جملة ما أجيب به الأمر فإن القتال كما تسبب لتعذيب قوم تسبب لتوبة قوم آخرين * (والله عليم) * بما كان وما سيكون * (حكيم) * لا يفعل ولا يحكم إلا على وفق الحكمة * (أم حسبتم) * خطاب للمؤمنين حين كره بعضهم القتال وقيل للمنافقين و * (أم) * منقطعة ومعنى الهمزة فيها التوبيخ على الحسبان * (أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) * ولم يتبين الخلص منكم وهم الذين جاهدوا من غيرهم نفى العلم وأراد نفي المعلوم لمبالغة فإن كالبرهان عليه من حيث إن تعلق العلم به مستلزم لوقوعه * (ولم يتخذوا) * عطف على * (جاهدوا) * داخل في الصلة * (من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) * بطانة يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم وما في * (لما) * من معنى التوقع منبه على أن تبين ذلك متوقع * (والله خبير بما تعملون) * يعلم غرضكم منه وهو كالمزيج لما يتوهم من ظاهر قوله * (ولما يعلم الله) * * (ما كان للمشركين) * ما صح لهم * (أن يعمروا مساجد الله) * شيئا من المساجد فضلا عن المسجد الحرام وقيل هو المراد وإنما جمع لأنه قبلة المساجد وإمامها فعامره كعامر الجميع ويدل عليه قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب بالتوحيد * (شاهدين على أنفسهم بالكفر) * بإظهار الشرك وتكذيب الرسول وهو حال من الواو والمعنى ما استقام لهم أن يجمعوا بين أمرين متنافيين عمارة بيت الله وعبادة غيره روي أنه لما أسر العباس عيره المسلمون بالشرك وقطيعة الرحم وأغلظ له علي رضي الله تعالى عنه في القول فقال ما بالكم تذكرون مساوينا وتكتمون محاسننا أنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»