" وأخرى ". وقيل: رفع على البدل من " أخرى " أي ولكم نصر من الله. (وفتح قريب) أي غنيمة في عاجل الدنيا، وقيل فتح مكة. وقال ابن عباس: يريد فتح فارس والروم.
(وبشر المؤمنين) برضا الله عنهم.
قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظهرين 14 أكد أمر الجهاد، أي كونوا حواري نبيكم ليظهركم الله على من خالفكم كما أظهر حواري عيسى على من خالفهم. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع " أنصارا لله " بالتنوين. قالوا:
لان معناه أثبتوا وكونوا أعوانا لله بالسيف على أعدائه وقرأ الباقون من أهل البصرة والكوفة والشام " أنصار الله " بلا تنوين، وحذفوا لام الإضافة من اسم الله تعالى. واختاره أبو عبيدة لقوله: " نحن أنصار الله " ولم ينون، ومعناه كونوا أنصارا لدين الله. ثم قيل:
في الكلام إضمار، أي قل لهم يا محمد كونوا أنصار الله. وقيل: هو ابتداء خطاب من الله، أي كونوا أنصارا كما فعل أصحاب عيسى فكانوا بحمد الله أنصارا وكانوا حواريين. والحواريون خواص الرسل. قال معمر: كان ذلك بحمد الله، أي نصروه وهم سبعون رجلا، وهم الذين بايعوه ليلة العقبة. وقيل: هم من قريش. وسماهم قتادة: أبا بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير وسعد بن مالك وأبا عبيدة - واسمه عامر - وعثمان بن مظعون وحمزة بن عبد المطلب، ولم يذكر سعيدا فيهم، وذكر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. (كما قال عيسى بن مريم للحواريين) وهم أصفياؤه اثنا عشر رجلا، وقد مضت أسماؤهم في " آل عمران " (1)، وهم أول من آمن به من بني إسرائيل، قاله ابن عباس. وقال مقاتل: