يعتقدون أن الملائكة إناث وأنهم بنات الله. (وما لهم به من علم) أي إنهم لم يشاهدوا خلقه الملائكة، ولم يسمعوا ما قالوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يروه في كتاب.
(ان يتبعون) أي ما يتبعون (الا الظن) في أن الملائكة إناث. (وان الظن لا يغنى من الحق شيئا).
قوله تعالى: (فأعرض عمن تولى عن ذكرنا) يعني القرآن والايمان. وهذا منسوخ بآية السيف. (ولم يرد الا الحياة الدنيا) نزلت في النضر. وقيل: في الوليد. (ذلك مبلغهم من العلم) أي إنما يبصرون أمر دنياهم ويجهلون أمر دينهم. قال الفراء: صغرهم وازدرى بهم، أي ذلك قدر عقولهم ونهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة. وقيل:
أن جعلوا الملائكة والأصنام بنات الله. (ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله) أي حاد عن دينه (وهو أعلم بمن اهتدى) فيجازي كلا بأعمالهم.
قوله تعالى: ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى (31) الذين يجتنبون كبائر الاثم الفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى (32) قوله تعالى: (ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزى الذين أساؤوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسن) اللام متعلقة بالمعنى الذي دل عليه (ولله ما في السماوات وما في الأرض) كأنه قال: هو مالك ذلك يهدي من يشاء ويضل من يشاء ليجزي المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته. وقيل: (لله ما في السماوات وما في الأرض) معترض في الكلام، والمعنى: إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ليجزي. وقيل: هي