ولا يقيم عليه، يقال: ألممت به إذا زرته وانصرفت عنه، ويقال: ما فعلته إلا لمما وإلماما:
أي الحين بعد الحين. وإنما زيارتك إلمام، ومنه إلمام الخيال، قال الأعشى:
ألم خيال من قتيلة بعد ما * وهي حبلها من حبلنا فتصرما وقيل: إلا بمعنى الواو. وأنكر هذا الفراء وقال: المعنى إلا المتقارب من صغار الذنوب.
وقيل: اللمم النظرة التي تكون فجأة.
قلت: هذا فيه بعد إذ هو معفو عنه ابتداء غير مؤاخذ به، لأنه يقع من غير قصد واختيار، وقد مضى في (النور (1)) بيانه. واللمم أيضا طرف من الجنون، ورجل ملموم أي به لمم. ويقال أيضا: أصابت فلانا لمة من الجن وهي المس والشئ القليل، قال الشاعر (2):
فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن * إلا كلمة حالم بخيال الثالثة - قوله تعالى: (ان ربك واسع المغفرة) لمن تاب من ذنبه واستغفر، قاله ابن عباس. وقال أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل وكان من أفاضل أصحاب ابن مسعود:
رأيت في المنام كأني دخلت الجنة فإذا قباب مضروبة، فقلت: لمن هذه؟ فقالوا: لذي الكلاع وحوشب، وكانا ممن قتل بعضهم بعضا، فقلت: وكيف ذلك؟ فقالوا: إنهما لقيا الله فوجداه واسع المغفرة. فقال أبو خالد: بلغني أن ذا الكلاع أعتق اثني عشر ألف بنت.
قوله تعالى: (هو أعلم بكم) من أنفسكم (إذ أنشأكم من الأرض) يعني أباكم آدم من الطين وخرج اللفظ على الجمع. قال الترمذي أبو عبد الله: وليس هو كذلك عندنا، بل وقع الانشاء على التربة التي رفعت من الأرض، وكنا جميعا في تلك التربة وفي تلك الطينة، ثم خرجت من الطينة المياه إلى الأصلاب مع ذرو النفوس على اختلاف هيئتها، ثم استخرجها من صلبها على اختلاف الهيئات، منهم كالدر يتلألأ، وبعضهم أنور من بعض، وبعضهم أسود كالحممة، وبعضهم أشد سوادا من بعض، فكان الانشاء واقعا علينا وعليه. حدثنا عيسى