الشام في تجارته. قال يحيى بن معين: هو صالح الحديث فقد رواه مسلم في صحيحه بمعناه عن أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار [بالرحى] (1) فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم [تكن] (1) تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه).
القصب (بضم القاف) المعى وجمعه أقصاب. والأقتاب: الأمعاء واحدها قتب. ومعنى " فتندلق ": فتخرج بسرعة. وروينا " فتنفلق ".
قلت: فقد دل الحديث الصحيح وألفاظ الآية على أن عقوبة من كان عالما بالمعروف وبالمنكر وبوجوب القيام بوظيفة كل واحد منهما أشد ممن لم يعلمه وانما ذلك لأنه كالمستهين بحرمات الله تعالى ومستخف بأحكامه وهو ممن لا ينتفع بعلمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه). أخرجه ابن ماجة في سننه.
الثالثة - اعلم وفقك الله تعالى أن التوبيخ في الآية بسبب ترك فعل البر لا بسبب الامر بالبر ولهذا ذم الله تعالى في كتابه قوما كانوا يأمرون بأعمال البر ولا يعملون بها وبخهم به توبيخا يتلى على طول الدهر إلى يوم القيامة فقال " أتأمرون الناس بالبر " الآية. وقال منصور الفقيه فأحسن:
إن قوما يأمرونا * بالذي لا يفعلونا لمجانين وإن هم * لم يكونوا يصرعونا وقال أبو العتاهية:
وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى * وريح الخطايا من ثيابك تسطع