قال: بنا همام قال: بنا قتادة * (فأينما تولوا فثم وجه الله) * قال: وكانوا يصلون نحو بيت المقدس ثم وجهه الله نحو الكعبة.
وقال عز وجل: * (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) * فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من قبلة.
أخبرنا محمد بن عبد الله العامري قال: أبنا علي بن الفضل قال: أبنا محمد بن عبد الصمد قال: أبنا عبد الله بن أحمد قال: أبنا إبراهيم بن حريم قال: بنا عبد الحميد قال: بنا يونس عن شيبان عن قتادة * (فأينما تولوا فثم وجه الله) * قال: نسخ هذا بعد ذلك فقال الله عز وجل * (فول وجهك شطر المسجد الحرام) * قلت: وهذا قول أبي العالية والسدي.
فصل واعلم أن قوله تعالى: (فأينما تولوا فثم وجه الله) * ليس فيه أمر بالتوجه إلى بيت المقدس ولا إلى غيره بل هو دال على أن الجهات كلها سواء في جواز التوجه إليها.
فأما التوجه إلى بيت المقدس فاختلف العلماء هل كان برأي النبي صلى الله عليه وسلم واجتهاده أو كان عن وحي؟ فروى عن ابن عباس وابن جريج أنه كان عن أمر الله تعالى لقوله عز وجل: * (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول) *.
وأخبرنا المبارك بن علي قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش قال: أبنا إبراهيم ابن عمر البرمكي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود قال: بنا محمد بن الحسين قال: بنا كثير بن يحيى قال: بنا أبي قال: بنا أبو بكر