القول الثالث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صلى على النجاشي قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي على رجل مات وهو يصلي على غير قبلتنا وكان يصلي إلى بيت المقدس حتى مات وقد صرفت القبلة إلى الكعبة فنزلت هذه الآية رواه عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما.
القول الرابع: أن المراد بالآية أينما كنتم من شرق أو غرب فاستقبلوا الكعبة قاله مجاهد.
القول الخامس: أن اليهود لما تكلموا حين صرفت القبلة إلى الكعبة نزلت هذه الآية ومعناها: لا تلتفتن إلى اعتراض اليهود بالجهل وإن المشرق والمغرب لله يتعبدكم بالصلاة إلى مكان ثم يصرفكم عنه كما يشاء. ذكره أبو بكر بن الأنباري وقد روى معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
والقول السادس: أنه ليس المراد بالصلاة وحدها وإنما معنى الآية من أي وجه قصدتم الله وعلى أي حال عبدتموه علم ذلك وأثابكم عليه.
والعرب تجعل الوجه بمعنى القصد قال الشاعر:
استغفر الله ذنبا لست محصيه * رب العباد إليه الوجه والعمل معناه: إليه القصد والتقدم ذكره محمد بن القاسم أيضا.
والقول السابع: أن معنى الآية أينما كنتم من الأرض فعلم الله بكم محيط لا يخفى عليه شئ من أعمالكم. ذكره ابن القاسم أيضا وعلى هذه الأقوال الآية محكمة.
القول الثامن: ذكر أربابه أنها منسوخة فروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة قوله تعالى: * (ولله المشرق والمغرب