ذكر الآية الثامنة عشرة:
قوله تعالى: * (خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) * وهذه الآية تتضمن الأمر بأخذ الحذر والندب إلى أن يكونوا عميا وقت نفيرهم ذوي أسلحة عند بروزهم إلى عدوهم ولا ينفروا منفردين لأن الثبات الجماعات المتفرقة وقد ذهب قوم: إلى أن هذه الآية منسوخة.
أخبرنا ابن ناصر قال: أبنا علي بن أيوب قال: أبنا علي بن شاذان قال: أبنا أبو بكر النجاد قال: أبنا أبو داود السجستاني قال: بنا الحسن بن محمد قال: بنا حجاج ابن محمد قال: قال ابن جريج وعمر بن عطاء عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما * (خذوا حذركم فانفروا ثبات) * وقال: * (انفروا خفافا وثقالا) * وقال:
* (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) * ثم نسخ هذه الآيات فقال: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) * الآية.
قلت: وهذه الرواية فيها مغمز وهذا المذهب لا يعمل عليه وأحوال المجاهدين تختلف والأمر في ذلك على حسب ما يراه الإمام وليس في هذه الآيات شئ منسوخ بل كلها محكمات وقد ذهب إلى ما قد ذهبت إليه أبو سليمان الدمشقي.
ذكر الآية التاسعة عشرة:
قوله تعالى: * (ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) * روى أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال معناه: فما أرسلناك عليهم رقيبا تؤخذ بهم وقال السدي وابن قتيبة حفيظا أي محاسبا لهم وقد ذهب قوم منهم عبد الرحمن بن زيد إلى أن هذه الآية نزلت في بداية الأمر ثم نسخت بآية السيف وفيه بعد لأنه إذا كان تفسيرها ما ذكرنا فأي وجه للنسخ.