وهذا لا ينافي الأمر بقتالهم فالآية محكمة على هذا ويؤكده أنها خبر والأخبار لا تنسخ. وقال السدي الإشارة إلى أهل الكتاب وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم فنسخت بقوله: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر): والأول أصح.
ذكر الآية التاسعة:
قوله تعالى: * (ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها) * جمهور العلماء على أن هذا الكلام محكم واستدلوا عليه بشيئين.
الأول: أنه خبر والخبر لا يدخله النسخ.
والثاني: أنهم قالوا ما أحد إلا وله من الدنيا نصيب مقدر ولا يفوته ما قسم له فمن كانت همته ثواب الدنيا أعطاه الله منها ما قدر له وذلك هو الذي يشاؤه الله وهو المراد بقوله: * (عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد) * ولم يقل يؤته منها ما يشاء هو ويمكن أن يكون المعنى لمن يريد أن يفتنه أو يعاقبه وذهب السدي إلى أنه منسوخ بقوله: * (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد) * وليس هذا بقول من يفهم الناسخ والمنسوخ فلا يعول عليه.
ذكر الآية العاشرة:
قوله تعالى: * (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) * الجمهور على إحكام هذه الآية لأنها تضمنت الأمر بالصبر والتقوى ولا بد للمؤمن من ذلك وقد ذهب قوم إلى أن الصبر المذكور ها هنا منسوخ بآية السيف.