تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٩٧
الشورى (11 - 7)) الأول وتنذر يوم الجمع إلى المفعول الثاني * (فريق في الجنة وفريق في السعير) * اى منهم فريق في الجنة ومنهم فريق في السعير والضمير للمجموعين لان المعنى يوم جمع الخلائق * (ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة) * اى مؤمنين كلهم * (ولكن يدخل من يشاء في رحمته) * اى يكرم من يشاء بالاسلام * (والظالمون) * والكافرون * (ما لهم من ولي) * شافع * (ولا نصير) * دافع * (أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي) * الفاء لجواب شرط مقدر كأنه قيل بعد انكار كل ولى سواء ان أرادوا أولياء بحق فالله هو الولي بالحق وهو الذي يجب ان يتولى وحده لاولى سواه * (وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير) * فهو الحقيق بان يتخذ وليا دون من لا يقدر على شئ * (وما اختلفتم فيه من شيء) * حكاية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين اى ما خالفتكم فيه الكفار من أهل الكتاب والمشركين فاختلفتم أنتم وهم فيه من امر من أمور الدين * (فحكمه) * اى حكم ذلك المختلف فيه مفوض * (إلى الله) * وهو اثبات المحقين فيه من المؤمنين ومعاقبة المبطلين * (ذلكم) * الحاكم بينكم * (الله ربي عليه توكلت) * فيه رد كيد أعداء الدين * (وإليه أنيب) * ارجع في كفاية شرهم وقيل وما وقع بينكم الخلاف فيه من العلوم التي لا تتصل بتكليفكم ولا طريق لكم إلى علمه فقولوا الله اعلم كمعرفة الروح وغيره * (فاطر السماوات والأرض) * ارتفاعه على أنه أحد اخبار ذلكم أو خبر مبتدأ محذوف * (جعل لكم من أنفسكم) * خلق لكم منن جنسكم من الناس * (أزواجا ومن الأنعام أزواجا) * اى وخلق للانعام أيضا من أنفسها أزواجا * (يذرؤكم) * يكثركم يقال ذرا الله الخلق بثهم وكثرهم * (فيه) * في هذا التدبير وهو ان جعل الناس والانعام أزواجا حتى كان بين ذكورهم وإناثهم التوالد والتناسل واختير فيه على به لأنه جعل هذا التدبير كالمنبع والمعدن للبث والتكثير والضمير في يذرؤكم يرجع إلى المخاطبين والانعام مغلبا في المخاطبون العقلاء على الغيب مما لا يعقل * (ليس كمثله شيء) * قيل إن كلمة التشبية كررت لتأكيد نفى التماثل وتقديره ليس مثله شئ وقيل المثل زيادة وتقديره ليس كهو شئ كقوله تعالى فان امنوا بمثل ما امنتم به وهذا لان المراد نفى المثلية وإذا لم تجعل الكاف أو المثل زيادة كان اثبات المثل وقيل المراد ليس كذاته شئ لأنهم يقولون مثلك لا يبخل يريدون به نفى البخل عن ذاته ويقصدون المبالغة في ذلك بسلوك طريق الكناية لأنهم إذا نفوه عمن بسد مسدد فقد نفوه
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»