الشورى (14 - 11)) عنه فإذا علم أنه من باب الكناية لم يقع فرق بين قوله ليس كالله شئ وبين قوله ليس كمثله شئ الا ما تعطيه الكناية من فائدتها وكأنهما عبارتان متعقبتان على معنى واحد وهو نفى المماثلة عن ذاته ونحوه بل يداه مبسوطتان فمعناه بل هو جواد من غير تصور يد ولا بسط لها لأنها وقعت عبارة عن الجود حتى أنهم استعملوها فيمن لا يدله فكذلك استعمل هذا فيمن له مثل ومن لا مثل له * (وهو السميع) * لجميع المسموعات بلا اذن * (البصير) * لجميع المرئيات بلا حدقة وكأنه ذكرهما لئلا يتوهم انه لا صفة له كما لا مثل له * (له مقاليد السماوات والأرض) * مر في الزمر * (يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) * اى يضيق * (إنه بكل شيء عليم شرع) * بين واظهر * (لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى) * اى شرع لكم من الدين دين نوح ومحمد وما بينهما من الأنبياء عليهم السلام ثم فسر المشروع الذي اشترك هؤلاء الاعلام من رسله فيه بقوله * (أن أقيموا الدين) * والمراد إقامة دين الاسلام الذي هو توحيد الله وطاعته والايمان برسله وكتبه وبيوم الجزاء وسائر ما يكون المرء بإقامته مسلما وبم يرد به الشرائع فإنها مختلفة قال الله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ومحل ان أقيموا نصب بدل من مفعول شرع والمعطوفين عليه أو رفع على الاستئناف كأنه قيل وما ذلك المشروع فقيل هو إقامة الدين * (ولا تتفرقوا فيه) * ولا تختلفوا في الدين قال علي رضي الله عنه لا تتفرقوا فالجماعة رحمة والفرقة عذاب * (كبر على المشركين) * عظم عليهم وشق عليهم * (ما تدعوهم إليه) * من إقامة دين الله والتوحيد * (الله يجتبي) * يجلب ويجمع * (إليه) * إلى الدين بالتوفيق والتسديد * (من يشاء ويهدي إليه من ينيب) * يقبل على طاعته * (وما تفرقوا) * اى أهل الكتاب بعد أنبيائهم * (إلا من بعد ما جاءهم العلم) * الا من بعد ان علموا ان الفرقة ضلال وامر متوعد عليه على السنة الأنبياء عليهم السلام * (بغيا بينهم) * حسدا وطلبا للرياسة والاستطالة بغير حق * (ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى) * وهى بل الساعة موعدهم * (لقضي بينهم) * لاهلكوا حين اقترفوا لعظم ما اقترفوا * (وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم) * هم أهل الكتاب الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم * (لفي شك منه) * من كتابهم لا يؤمنون به حق الايمان * (مريب) * مدخل في الريبة وقيل وما تفرق أهل
(٩٨)